0 فن

كان هناك حاكم من الحكام ، ابتلى بمرض عضال ، اجتمع عليه أطباء اليونان ووصفوا له بعض الأدوية
لكنه لم ينفع ، فإن الدواء إنما ينفع بإذن الله تعالى ، ولو لا إذن الله فلا فائدة في الدواء .
وبعد فترة فترة اشتد المرض ، واجتمع عليه أطباء اليونان فوصفوا مرارة إنسان بمواصفات معينة ، بأن يقتل
الشخص وتستخرج مرارته فوراً لتعطى للملك .
بحث جلاوزة الملك عن هذا الشخص وبتلك المواصفات فرأوا طفلاً تنطبق عليه جميع الخصوصيات ، فجاؤوا
إلى والديه وأغدقوا عليهما الأموال ، وبالنتيجة باع الوالدان طفلهم، إما خوفاً من السلطان أو طمعاً بأمواله .
فجاؤوا بهذه الطفل المسكين ، وأمر السلطان بقتله ، فلما فرش الجلاد النطع ، وكان النطع يفرش تحت
الضحية حتى لا يتلوث الفراش بالدم ، وأخذ الجلاد السيف ليقطع رقبته ، وإذا بهذا الغلام نظر إلى السماء
وأخذ يتمتم بعض الكلمات .
فالتفت الملك إليه وقال : أيها الطفل ماذا تتمتم ؟
قال الطفل : قد انهارت في لحظة واحدة جميع أحلامي ، وخابت جميع آمالي ، إنني كنت أتصور أنه إذا
اعتدى علي أحد الأطفال الجأ إلى أمي ، لكي تدافع عني .
وإذا لم تتمكن امي من الدفاع عني فسألجأ إلى أبي .
وفرضاً إذا لم يتمكن الأب من الدفاع عني والأخذ بحقي سألجأ إلى الحاكم .
وإذا بي أرى نفسي مقتولاً ظلماً ، وقد باعني والدي وأمر بقتلي الحاكم ؟ فإلى من التجئ ، هكذا خابت
ظنوني وأنهارت أحلامي وآمالي . وعلمت الآن أنني كنت على خطأ ، حيث لم يكن اعتمادي على الله
عز وجل ، فتبت إلى الله واعتمدت عليه وأردت منه أن ينقذني من هؤلاء الذين كنت أزعمهم أعواني وأنصاري.
عندما سمع الملك هذا الكلام النابع من القلب أثر فيه واغرورقت عيناه بالدموع وقال : لابد لي أن أتوجه
إلى الله عز وجل في شفائي ، ثم أمر بترك الغلام ، وشكر الله لذلك الملك موقفه وعافاه من مرضه

نُشرت الفنكيلة بتاريخ 2017-11-06 تمّت مشاهدتها 1,047 مرة نَسب المُصنَّف غير تجاري منع الاشتقاق الترخيص بالمثل جميع الحقوق المحفوظة

حدث خطأ!

التعليقات

تجربة ملاحظة